التخريج
عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله
تعريف التخريج: هو الدلالة على موضوع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته مع بيان درجته صحة أو ضعفاً عند الحاجة إلى ذلك.
والمراد بالمصادر الأصلية: هي الكتب التي تُروى بالأسانيد من المؤلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام السخاوي في فتح المغيث (2/382): "والتخريج: إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء, والمشيخات, والكتب, ونحوها. وسياقها من مرويات نفسه, أو بعض شيوخه, أو أقرانه, أو نحو ذلك. والكلام عليها, وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب, والدواوين, مع بيان البدل والموافقة ونحوهما...".
قال الزيلعي في نصب الراية (1/200) : "لأن وظيفة المحدث أن يبحث عن أصل الحديث فينظر من خرجه ولا يضره تغير بعض ألفاظه ولا الزيادة فيه أو النقص. وأما الفقيه فلا يليق به ذلك لأنه يقصد أن يستدل على حكم مسألة ولا يتم له هذا إلا بمطابقة الحديث لمقصوده".
أول من اشتغل بعلم التخريج:
1. الإمام البيهقي(458هـ) خرج كتاب الأم للإمام الشافعي.
2. الإمام أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (392-463هـ)خرج الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب (المهروانيات) تأليف: الشيخ أبي القاسم يوسف بن محمد المهرواني.
3. الحافظ زين الدين أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى الحازمي الهمداني الشافعي (584هـ) خرج المهذب في فقه الإمام الشافعي، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (476هـ).
من طرق التخريج:
الطريقة الأولى: أن تصل إلى الحديث عن طريق معرفة الصحابي الراوي:
وطريقتها بأن تراجع المسانيد المؤلفة على أسماء الصحابة, مثل:
مسند الإمام أحمد بن حنبل: وهو أكثر المسانيد شهرة في القديم والحديث, وعليه المعول عند طلبة العلم والباحثين والنقاد.
ومسند أبي داود الطيالسي.
ومسند الحميدي: عبدالله بن الزبير.
ومسند ابن أبي شيبة.
ومسند البزار: المعروف بـ"البحر الزخَّار", وله أهميته لما حواه من الكلام عن علل الأحاديث ونقد بعض الرواة, فهو مسند معلل.
أو تراجع كتب المعاجم مثل:
معجم الطبراني الكبير: لأبي القاسم الطبراني.
قال الكتاني في الرسالة المستطرفة (1/135-136):"كتب المعاجم جمع معجم وهو في اصطلاحهم: ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك. والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء, كمعجم الطبراني الكبير المؤلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا مسند أبي هريرة فإنه أفرده في مصنف, يقال: أنه أورد فيه ستين ألف حديث في اثني عشر مجلدا. وفيه قال ابن دحية: "هو أكبر معاجم الدنيا", وإذا أُطلق في كلامهم المعجم فهو المراد وإذا أريد غيره قُيِّد".
الطريقة الثانية: أن يكون عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث:
ويُسمّونه بـ"طرف الحديث".
وطريقتها بأن يراجع أنواع من الكتب وهي:
1. الفهارس العلمية الموضوعة لرتيب أطراف أحاديث بعض المنصفات الحديثية: كـ"موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف" من صنع محمد السعيد بن بسيوني زغلول.
2. الكتب المؤلفة على الأحاديث المشتهرة على الألسنة:كـ"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للحافظ السخاوي رحمه الله, وقد رتب الأحاديث على نسق الحروف, وذكر فيه (1356) حديثاً.
3. المصنفات الحديثية المرتبة على الأطراف بحسب حروف المعجم:كـ"الجامع الصغير من حديث البشير النذير" للسيوطي, وهو مشهور متداول.
ولكن السيوطي عُرف بتساهله في التصحيح والتوثيق, فلا يُعتمد تصحيحه ولا تحسينه كذلك مطلقاً إلا بعد التدقيق والتحري ومراجعة "صحيح الجامع" و"ضعيفه" للعلامة الألباني.
وكذلك"كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" من تأليف:إسماعيل بن محمد العجلوني.
وغيرها من الكتب...
الطريقة الثالثة: أن يكون عن طريق معرفة لفظ من ألفاظ الحديث:
وطريقتها بأن يقوم الباحث براجعة كتابي:
1. "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي"من تأليف مجموعة من المستشرقين, بتمويل من مجموعة من الهيئات العلمية الأجنبية, وقد نشره الدكتور:آ.ي.ونسنك, وشاركه بإخراجه بالغة العربية الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي. زطبع أول طبعة له بمطبعة بريل بمدينة ليدن بهولندا.
والمعجم يرشد إلى موضع الحديث في أي كتاب من الكتب التسعة, ورقم الكتاب, والصفحة, وعنوان الباب.
والكتب التسعة هي: البخاري ومسلم والسنن الأربع وسنن الدارمي و مسند الإمام أحمد وموطأ مالك.
2. مفتاح كنوز السنة:
الطريقة الرابعة: أن يكون عن طريق معرفة موضوع الحديث:
وهذه الطريقة تحتاج إلى شخص ممارس, قال الطحان في أصول النخريج(95):"يلجأ لهذه الطريقة من رزق الذوق العلمي الذي يمكنه من تحديد موضوع الحديث, أو موضوع من موضوعاته, إن كان الحديث يتعلق بأكثر من موضوع, أو من عنده الاطلاع الواسع, وكثرة الممارسة لمصنفات الحديث".
وطريقتها أن يكون الحديث في كتاب الطهارة أو الزكاة أو العتق ...إلخ.
فيراجع الباحث مفتاح كنوز السنة: وهو من وضع المستشرق الهولندي الدكتور:ا.ي.فنسك, وترجمه إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي, وألَّف عليه فهارس باسم "تيسير المنفعة".
حيث أنه مرتب على ألفاظ الأحاديث.
ويراجع نصب الراية تخريج أحاديث الهداية: للحافظ الزيلعي.
ويراجع أيضا التلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير: للحافظ ابن حجر رحمه الله.
كما يراجع الدراية تخريج أحاديث الهداية: للحافظ ابن حجر.
و إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للإمام الألباني.
• وإذا عُرف أن الحديث في كتاب ما من كتب السنة فيراجع ذلك الكتاب بعد معرفة الباب أو الفصل الذي ورد فيه الحديث.
فإن لم يتيسر معرفة ذلك باب ذلك الحديث, فهناك عدد من العلماء قاموا بفهرسة أحاديث عدد من كتب السنة على اللفظ الأول للحديث مرتبة هجائياً, ومن ذلك:
1. مفتاح أحاديث الصحيحين: للتوقادي.
2. هداية الساري في ترتيب أحاديث صحيح البخاري: لعبدالرحيم الطهطاوي.
3. فهرس أحاديث صحيح مسلم: وهو المجلد الخامس من طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي, وهو من الفهارس العلمية القيمة.
4. فهرس أحاديث سنن النسائي: المسمى"فتح المغيث".
5. فهرس أحاديث سنن ابن ماجه: له.
6. فهرس أحاديث سنن ابن ماجة: لمحمد بن مصطفى الأعظمي.
7. فهرس أحاديث أبي داود: لعزت عبيد دعاس.
8. فهرس أحاديث الموطأ: لمحمد بن فؤاد عبدالباقي.
وغيرها من الفهارس النفيسة فتراجع في مظانها...
والله أعلم وصلى الله على نبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
0 komentar:
Posting Komentar
Wa Tawaashou Bil Haqqi Wa Tawaashou Bisshobri !